کد مطلب:109843 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:150
فی تحكیم و ذلك بعد سماعه لأمر الحكَمین إِنَّا لَمْ نُحَكِّمِ الرِّجَالَ، وَإِنَّمَا حَكَّمْنَا الْقُرْآنَ. وهذَا الْقُرْآنُ إِنَّمَا هُوَ خَطٌّ مَسْتُورٌ بَیْنَ الدَّفَّتَیْنِ ، لاَ یَنْطِقُ بِلِسَانٍ، وَلاَ بُدَّ لَهُ مِنْ تَرْجُمَانٍ، وَإِنَّمَا یَنْطِقُ عَنْهُ الرِّجَالُ. وَلَمَّا دَعَانَا الْقَوْمُ إِلَی أَنْ نُحَكِّمَ بَیْنَنَا الْقُرْآنَ لَمْ نَكُنِ الْفَرِیقَ الْمُتَوَلِّیَ عَنْ كِتَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَی، وَقَدْ قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فی شَیْء فَرُدُّوهُ إِلَی اللهِ وَالرَّسُولِ)، فَرَدُّهُ إِلَی اللهِ أَنْ نَحْكُمَ بِكِتَابِهِ، وَرَدُّهُ إِلَی الرَّسُولِ أَنْ نَأْخُذَ بسُنَّتِهِ; فَإِذَا حُكِمَ بِالصِّدْقِ فِی كِتَابِ اللهِ، فَنَحْنُ أَحَقُّ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ حُكِمَ بِسُنَّةِ رَسُولِِ اللّه صَلَّی عَلَیْهِ وَآلِهِ فَنَحْنُ أَوْلاَهُمْ بِهِ. وَأَمَّا قَوْلُكُمْ: لِمَ جَعَلْتَ بَیْنَكَ وَبَیْنَهُمْ أَجَلاً فِی التَّحْكِیمِ؟ فَإِنَّمَا فَعَلْتُ ذلِكَ لِیَتَبَیَّنَ الْجَاهِلُ، وَیَتَثَبَّتَ الْعَالِمُ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ یُصْلِحَ فِی هذِهِ الْهُدْنَةِ أَمْرَ هذِهِ الْأُمَّةِ، وَلاَ تُؤْخَدُ بِأَكْظَامِهَا، فَتَعْجَلَ عَنْ تَبَیُّنِ الْحَقِّ، وَتَنْقَادَ لِأَوَّلِ الْغَیِّ. إِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْ كَانَ الْعَمَلُ بِالْحَقِّ أَحَبَّ إِلَیْهِ ـ وَإِنْ نَقَصَهُ وَكَرَثَهُ ـ مِنَ الْبَاطِلِ وَإِنْ جَرَّ إِلَیْهِ فَائِدَةً وَزَادَهُ، فَأَیْنَ یُتَاهُ بِكُمْ! وَمِنْ أَیْنَ أُتِیتُمْ! اسْتَعِدُّوا لِلْمَسِیرِ إِلَی قَوْمٍ حَیَارَی عَنِ الْحَقِّ لاَ یُبْصِرُونَهُ، وَمُوزَعِینَ بِالْجَوْرِ لاَ یَعْدِلُونَ بِهِ، جُفَاةٍ عَنِ الْكِتَابِ، نُكُبٍ عَنِ الطَّرِیقِ. مَا أَنْتُمْ بَوَثِیقَةٍ یُعْلَقُ بِهَا، وَلاَ زَوَافِرَ عِزٍ یُعْتَصَمُ إِلَیْهَا. لَبِئْس حُشَّاشُ نَارِ الْحَرْبِ أَنْتُمْ! أُفٍّ لَكُمْ! لَقَدْ لَقِیتُ مِنْكُمْ بَرْحاً، یَوْماً أُنَادِیكُمْ وَیَوْماً أُنَاجِیكُمْ، فَلاَ أحْرارُ صِدْقٍ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَلاَ إِخْوَانُ ثِقَةٍ عِنْدَ النَّجَاءِ !
ومن كلام له علیه السلام